سألت الله أنساها للشاعر الاخ محمد المظلي

سألت الله أنساها


وينسي القلب ذكراها
لأقضي العمر في سعدي
ولا أشتاق لقياها
فرد الله دعواتي
وقد خبرت في نومي
بأن القلب مثواها
فجئت الشعر أشكوها
أخط الآن أكرهها
وقبل الحبر أن يدنو
يصير الكره أهواها
بلا رفق تعذبني
وعمق النار تلقيني
وبالأسحار توقظني
وفي الآهات تمضيني
ورغم الجور يا قلبي
إذا ما مت أحياها
أراها مثل أجفان لحفظ العين قد خلقت
وحق الله يا عشقي
لحفظي الله سواها
لها أسررت ما أخفي
وعدت الآن أستجدي
فما بالبوح ما يرضي
فقلي
فقلي كيف أقواها؟
تزلزلني إذا نظرت
وتدهسني إذا ابتسمت
ولا أدري
إذا ما كنت أخشاها
من الأنهار قد نسجت
وبضع الشمس عيناها
كما الأقمار إن تمشي على أرض
وتغشاها
بلون الصبح بشرتها
سكون الليل كفاها
جمال الكون مظهرها
وحسن الحور فحواها

بجوف الصدر وسواس
يظن بأنها جن
فما كذبت وسواسا
أتى بالحق أصلاها
بها شيئ يحيرني
فإن ضمت لنا فاها
فأكبرنا وأصغرنا
يصيح بكل أوتي
بأن القبر شفتاها
وإن حيتك في عجل
وراحت دون أن تدري
لجئت الدار تسألني
هل الغيمات يمناها؟
فلا تسألني عن يدها
ولا تسألني عن شيئ
أبيت الليل مرتشفا من الأمطار ما كانت
على الراحات تنساها

ولكن
لقينا شر فعلتنا
بعشق
ود سكناها
فمات العشق مقتولا
ولا يرديه إلاها
كثير مات مشنوقا
ولم أعلمها مشنقتي
حرير لف في عنقي
وقد زادوا ضحاياها
أنا وحدي
على درب وسيط الروح والجسد
فلا أمسيت من موتى
ولا أكملت دنياها
أسرت الدمع في جوفي
فهم الدمع يشكوني
ورب الدمع لم أعلم
بأن الدمع يرضاها
فجبت الكون كي أنسى
وجبت الكون لا أدري
بأن الكون عيناها
ونمت الليل لا أدري
بأن الليل كفاها
رفعت الكف حيرانا
سألت الله أنساها
فكان الكف يسبقني
يقول احفظها وارعاها
إلهي احفظها وارعاها
أعجبني